أرصفة الرثاء
مدينتي
بيضاءُ كالعفافْ
هيفاءُ
كالضفافْ
خيوطُ وسادتها
طرَّزتهُ
ضفائر المساءْ
كحلَّتهُ
دمعةٌ خرساءْ
مدينتي
خضراءُ كالروابي
كأرجوحةِ الصباحْ
عند شواطئ المحن
تتناسلُ
زهراً
سرمدي الهوى والهتافْ
مدينتي
حمراءُ كاللظى
ممشوقةٌ كالجوى
كالرعافْ
ليلها
أبجديُّ النوى والقطافْ
مدينتي
سمراءُ
كليلٍ سرى
فوق الثرى
والجفاف
تقتنصُ الدهشةَ
عند أرصفةِ الرثاءْ
كلَّ نواحٍ
كلَّ مساءْ
مدينتي
أرجوانيةُ الأماني
كشمسِ الأصيلْ
بين كفَّي المغيبْ
تلتمسُ الأفولَ
مع شهقاتِ الرحيلِ
قبلَ الأوانْ
مدينتي
تسكنني
كشراييني
تتلبسني
كاللحاءْ
كالمساماتِ
كصرخةٍ موشومةٍ
بين الحنجرةِ واللهاةْ
مدينتي
إيقونةُ الناسكين
عند أطلالِ نواعيرها
والسواقي
ضجَّتْ
شواطئها
بالأنينِ
وضوعِ السنينْ
مدينتي
ياقوتةُ المآذنِ
والقبابْ
عروسُ الفراتِ
ومهرٌ كحيلْ
هي
قيثارةُ البوادي
قطاةُ البراري
وطلعُ النخيلْ
********
وطلعُ النخيلْ
********