عراقي انا

عراقي انا

السبت، 22 أكتوبر 2011


الوالي الجديد
طبت صبحاً
أيها الوالي المبجَّلْ
يا طويل العمرِ والحظِ السعيدْ
أيها الوالي المؤجلْ
أيها الوالي الجديدْ
يا سليل
( المجد والنصر المؤملْ!)
صاحب العصرِ المجيدْ
وسعَّ القيومُ رزقكْ
وعلى الأرضِ قروناً
دامَ ظلَّكْ
كم سعينا لرضاك
ولعطفك
للقاكَ نتأملْ
بل ونحلمْ
أيها
( الصنديدُ والشأنُ المعظَّمْ! )
كم وكم خطونا يخجلْ
عندما نطرقُ بابكْ
نتوسَّلْ
نتجمَّلْ
...
ذاتَ صبحٍ
صاتَ مذياعُ الولايةْ
:
ـ جاءَ تواً ما يلي هذا الخبرْ
:
بعد رؤيا في المنام
عند والينا الهمامْ
باتَ كرسيُّ الخلافةْ
في خطر
!!
قبلَ أن يهتَّزَ عرشهْ
جيَّشَ الوالي جيشهْ
دُقتْ الأجراسُ دقاً
والطبولْ
وصداها
روَّعَ الوديانَ جمعاً
والسهولْ
سُنَّتْ الأسيافُ سنا
أُسرجتْ تلكَ الخيولْ
وانتظرنا قانطينا
طلَّةَ الوالي علينا
مرَّ شهرٌ ثم عامْ
ثم عامٌ بعد عامْ
ظلَّ والينا الهمامْ
عند كرسيِّ الوراثةْ
حارساً ذاكَ المقام
مثل
دون منجَّلْ
( فزّاعِ ) الحراثةْ!
ما درينا
أن مولانا المبجَّلْ
عند سوقٍ للنخاسةْ
قد تأجَّرْ
وهو في خلوةِ سكرٍ
يتعثَّرْ
كم شقينا في انتظارهْ
ووقفنا عند دارهْ
لهلاله
نترقَّبْ
نتعجَّلْ
تحت رجليهِ بكينا
وعلى الأرضِ طويلاً
قد ركعنا
وسجدنا
خانعينا
..
يا قوم
:
خدعونا
صادروا منا المصيرْ
قتلوا فينا الضميرْ
أعلمونا
أن مولانا الكبيرْ
هجرَ النومَ على ذاكَ السريرْ
طلَّقَ العطرَ وأثوابَ الحريرْ
وارتضى فرش الحصيرْ
ومن الشيء اليسيرْ
هو يقبلْ
أخبرونا
أن مولانا الرشيدْ
هو للربِ لخاشعْ
هو للحقِ لطائعْ
هو في الجنة طامعْ
هو عنوانُ النجاحْ
هو رمزٌ للصلاحْ
للكفاحْ
للفلاحْ
..
كلُّ ضيمٍ يعترينا
هو يجهلْ
!!
كلُّ ظلمٍ يبتلينا
هو يزعلْ
!!
ذاتَ يومٍ
طرق الحراسُ بابي
أبلغوني أن مولانا المبجَّلْ
سوف يلقاني بشرطٍ
أن أُرحَّلْ
أو أُهجَّر
فاشتكيتُ
عند صنّاع السياسةْ
عند كرسي الرئاسة
كانت الشكوى مُذِّلهْ
فأجابوا
دون نصحٍ
دون فصحٍ
كتبوا فوقَ الجدارْ
لافتاتٍ ووصايا
وشعارْ
انتظرْ
لا تتعجَّلْ
إنما الموتُ مؤجَّلْ
يا قوم
:
ليسَ ذاكَ الذنبُ في الوالي المبجَّلْ
ذنبنا
أنا لقومٍ نتوسَّلْ
ليس ذاك العيبُ في الوالي المبجَّلْ
دائما العيبُ فينا بتململ
يا قوم
:
ليس ذاك العارُ في الوالي المبجَّلْ
دائما العارُ فينا يترجَّلْ
دائماً الموتُ فينا يتعجَّلْ
فاخبروني
هل سيخجلْ
كلُّ صناع السياسةْ
مع مولانا المبجَّل ؟؟
****************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون